هذه الحياة مليئة بالعبر والحوادث .. والسعيد والموفق هو من يتأمل ويتدبر ويجعل هذه الاحداث عظة يتقرب بها الى الله فيحمد الله على نعمائه المتعددة ...
والتي على رأسها نعمة الاسلام العظيم الذي اذا تمسك به الانسان عن علم وبصيرة وعمق فانه باذن الله سيحيا سعيدا ويموت سعيدا . .
وحدث اليوم مقلق وموجع حيث ان الإنتحار صدر من إنسان حصل على درجات علمية عالية وله باع في التأليف والتدوين بمعنى انه متبصر ومثقف ومطلع ومدرك ...
عادةً يحصل الإنتحار عياذاً بالله من أُناس خلفياتهم العقلية او العلمية او الدينية بسيطة وهشة لكن الأمر هنا مختلف !!
غفر الله لنا وله ورحمنا الله واياه وتجاوز الله عنا وعنه . . فالله اعلم بالسبب . .
اليكم الخبر :
وضع أستاذ جامعي حداً لحياته بعد أن أقدم على شنق نفسه داخل مكتبه الخاص الكائن بمنزله بحي العزيزية بمكة المكرمة مساء أمس .
وتشير معلومات "سبق" إلى أن الأستاذ الجامعي قام بتناول بعض الأدوية قبل أن يقوم بلف الشماغ المثبت بسقف المروحة حول رقبته وقبل أن تكتشف أسرته الحادثة لتقوم بإبلاغ الجهات الأمنية التي باشرت الموقع وعملت على تحريز المضبوطات المتناثرة بالمكتب .
نسأل الله العفو والعافيه . .
هذا نص الوصية للدكتور ناصر قبل الانتحار . . مما أثبت أنه منتحراً لظروف مادية . .!
( انا الأستاذ الدكتور ناصر على الحارثي بعد خسائر وضغوط مالية كبيرة دخلت منذ أشهر للأسف مرحلة اكتئاب لم اعد قادرا على مواصلة الحياة لذا قررت انهاء حياتي ولا احمل احدا المسئولية حبيت أنهى حياتي بعيدا عن بيتي حتى لاتحدث كارثة بين الزوجتين والأولاد الكبار)
كان هذا مطلع وصية الدكتور الراحل ناصر على الحارثي رحمه الله الذى أقدم على الانتحار قبل نحو أسبوع ونشرت الوصية صحيفة عكاظ اليوم الخميس حيث كشفت الصحيفة عن مصادر أمنية اللحظات الأولى من مباشرة الجهات الأمنية للحادثة، حيث اضطرت إلى كسر باب المكتبة الذي أغلق بإحكام، وعثر على جثة الدكتور معلقة في منتصف مكتبته الخاصة، معلقا بعمامة رأسه «شماغ»، ويرتدي قميصا للنوم، والدم متخثر في رجليه، ما يعني أن الوفاة حدثت قبل أكثر من 10 ساعات من العثور عليه.
وأوضحت المصادر أن درجة البرودة مرتفعة في مقر الحادثة، ولذلك لم تنبعث أي روائح من الجثة، مشيرة إلى العثور على قرابة 30 مكالمة هاتفية على هاتفه المحمول في فترة ما قبل اكتشاف وفاته.
وتناولت الوصية المكونة من صفحة واحدة كتبت بخط اليد، وموجهة إلى من يعثر عليه ميتا، حيث وصف فيها خطوات ما بعد الانتحار ووضعها على المكتب، وفوقها القلم بجوار جهاز الكمبيوتر المحمول.
وفي الجهة الأخرى من المكتبة كان هناك سرير نوم فردي وجد عليه كروكي لمسجد الخيف كتب عليه بخط يده بعض المعلومات التاريخية، مطالبا استكمال البحث العلمي حول هذا الموقع التاريخي المهم.
وقضت الجهات الأمنية قرابة الست ساعات متواصلة داخل المكتبة لرصد كافة الحيثيات التي صاحبت وفاة الدكتور ناصر لتوثيقها ورفع البصمات والاستعانة بخبير خطوط أمني للتأكد من أن الوصية كتبت بخط يده، حيث قورنت مع خمسة بحوث مكتوبة بخط يده، وتوصلت الجهات الأمنية إلى قناعة كاملة بأن الوصية كتبها الدكتور ناصر.
وتابعت الصحيفة فصل الدكتور ناصر الحارثي في وصيته خطوات ما بعد الانتحار للتخفيف من وطأة نبأ انتحاره على أسرته، مرجعا سبب إقدامه على هذه الخطوة إلى خسائر وضغوطات مالية كبيرة أدخلته منذ أشهر مرحلة اكتئاب حدت من قدرته على مواصلة الحياة.
وكتب بخط يده «أنهيت حياتي ولا أحمل أحدا المسؤولية ، موضحا في تلك الورقة أنه فضل الموت بعيدا عن بيته حتى لا تحدث كارثة بين زوجتيه وأبنائه الكبار
وفيما شرعت هيئة التحقيق والادعاء العام فى التحقيق من أسرة الفقيد وبالتالي فأن وصيته انهت الشكوك ان يكون الحادث جنائي ليسدل الستار على هذه القضية الانسانية التى زرعت الحزن فى المجتمع السعودي
نعوذ بالله من قهر الرجال وغلبة